عندما تصبح الحياة تحدّياً

Meta Title
عندما تصبح الحياة تحدّياً | الصّراع بين الواقع والطّموح - مواطن رقم صفر

Meta Descrip
اكتشف الحقيقة عندما تصبح الحياة تحدِّياً √ تدنِّي الرَّواتب والأجور وقلَّة فرص العمل √ انتشار البطالة وغلاء المعيشة √ ضعف إدارة الموارد البشريّة في القطَّاع الخاصّ √ تعرّف على الحلول الآن!

عندما تصبح الحياة تحدِّياً لا بدَّ من التّفكير خارج الصُّندوق
يعيش بعض سكَّان الوطن العربي مأساةً حقيقيّةً، تبدأ بالظُّروف الدّاخلية التي تعانيها بلدنهم من اضطراباتٍ وأزماتٍ، ولا تنتهي بالظُّروف الخارجيّة، من الحصار والعقوبات التي تزيد الوضع سوءاً، وهنا عندما تصبح الحياة تحدِّياً، يقع المواطن بين فكَّي كمّاشةٍ، ويجد نفسه مضطرَّاً للاختيار ما بين البقاء، مع التحلّي بالصّبر والثّبات، ومحاولة التأقلم مع الظُّروف الراهنة، وما بين الهروب الذي قد تكون عواقبه وخيمةً. تنطوي مواجهة الواقع على مخاطرَ كبيرةٍ تستنذف الوقت والجهد، وتسبِّب ضغطاً جسديّاً، ونفسيّاً مؤذياً، عدا عن التّأثير الاجتماعي السلبيّ الذي يلحق بالأُسَرِ الفقيرة، ويفكّك ترابطها، بينما يشكل الهروب سلاحاً ذو حدَّين، وخاصّةً إذا كان بوسائل خارجةٍ عن المألوف، مثل الهجرة غير الشّرعيّة، لذا يجب دراسة الخيارات المطروحة بأسلوبٍ محايدٍ بعيداً عن التفضيلات والرّغبات، وتحليل الإيجابيات، والسلبيّات بشكلٍ لا يدع مجالاً للتَّراجع أمام الخيار الأقلِّ ضَرَرَاً؛ فكلاهما خيارٌ خاسر، لكن بعض الخسائر تكون بدايةً لانطلاقةٍ جديدةٍ نحو الأمام، وبعضها تودي بصاحبها نحو مأساةٍ أكبر. عزيزي المواطن العربي الصَّامد! حدِّد خياراتك المُثلى بناءً على دراسةٍ واقعيَّة ينتهي معها الشّكُّ والتَّردُّد.

الأجور المنخفضة وفرص العمل الوهميّة عقبةٌ يجب معالجتها
يعاني العديد من الموظفين الشَّباب وكبار السنِّ على حدٍّ سواء من واقعٍ وظيفيٍّ صعبٍ، فهم يعملون في وظائف مُرهِقةٍ بدوامٍ طويلٍ، ورواتب رمزيّةٍ تكاد لا تكفي لتلبية احتياجاتهم اليوميَّة الأساسيّة، لذا تشكِّل الأجور المنخفضة وفرص العمل الوهميَّة، معضلةً حقيقيَّةً تؤرِّق الموظَّف، وتستهلك قدراته، فما بين التفكير بترك العمل، ونسبة ال25 % التي يغطِّيها الرّاتب مقارنةً بحجم الكتلة المالية التي يحتاجها الفرد ليعيش فوق خطِّ الفقر، تُفضِّل الأكثرية البقاء في وظائفها أملاً بتحسُّنٍ قريبٍ من جهةٍ، وإدراكاً منها بنُدْرة فرص العمل، وعدم قدرتها على إيجاد الوظيفة الملائمة في الوقت المناسب، يضاف إلى ذلك عدم استقرار سوق العمل، فالكثير من الوظائف خاصَّةً في القطّاع الخاص غالباً ما تكون مؤقّتةً، ومرهونةً بالوضع الاقتصادي العام، فضلاً عن وجود الآلاف في قوائم الانتظار يلهثون ليحظوا بوظيفةٍ حتّی وإن كانت أدنى من مؤهّلاتهم ودرجاتهم العلميّة؛ لذا!!!! لا تغادر وظيفتك مهما كان الرّاتب قليلاً، وابحث عن عملٍ إضافيٍّ تستطيع معه تحسين وضعك المالي والاجتماعي.

ضغوط البطالة وتدهور مستوى المعيشة آفةٌ تفتك بالمجتمعات
يختلف البشر بمستوى وعيهم الفكري والتّحليلي بين مجتمع وآخر، فبعضهم تجدهم مواظبين على أعمالهم، ومنهمكين في البحث عن وظائفَ إضافيَّةٍ يملؤون بها وقتَ فراغهم، والبعض الآخر يعيشون أوهامهم متشبِّثين بذريعة البطالة وتدهور مستوى المعيشة، ليُلقوا اللَّوم على الحكومات بعدم توفير فرص العمل المناسبة، ويتحجَّجون بتدنّي الرواتب والأجور؛ ليبرِّروا بذلك تقاعسهم، وبطالتهم المُقنَّعة التي لا أساس لها من الصحّة. تتأثر نسبة البطالة في معظم الدُّول بدرجة التَّطوُّر التِّقني والتكنولوجي، والبنية التَّحتيّة المتاحة، والتي تُحدِّد بدورها مقدرة الدولة على الاستفادة من مواردها وتوجيهها نحو الاستثمار، فماذا لو كان البلد يعيش أزمةً اقتصاديَّةً ناتجةً عن حربٍ طويلةٍ، أو ظروفٍ سياسيَّةٍ خارجةٍ عن السَّيطرة! هل يجلس شبابه عاطلين عن العمل حتّى تدور عجلة الاقتصاد؟ هنا سيجيب البعض: أنا طبيبٌ أو مهندسٌ، وآخر يقول أنا خرِّيج جامعي لا أعمل بمجالٍ أدنی من مؤهِّلاتي! وعلى هذا يأتي الردُّ على لسان أصحاب العمل: ما نفع شهادتك إذا كُنْت لا تمتلك عيادةً، أو مكتباً هندسيّاً، أو وظيفةً تفيد بها من حولك؟ لمعلوماتك يا أستاذ: النَّادل والميكانيكيُّ والحلاَّق والخيّاط وحتى العامل البسيط يجني أكثر من بعض الأطبّاء والمهندسين، وليس كلُّ طبيبٍ سيغدو مديراً في مستشفىً، ولا كلُّ مهندسٍ سيمتلك شركةَ مقاولاتٍ عامَّةٍ، وكذلك في باقي الاختصاصات: المحظوظ سيكون مديراً يشرف على مئات الموظفين بعضهم يمتلكون شهادةً أعلى منه؛ لكنَّهم في النِّهاية مرؤوسون لديه. لذلك! تخلَّ عن عقليتك الفوقيَّة؛ لترسُم مستقبلك بيديك، وابدأ بأبسط الأعمال، لتحقِّق بها دخلاً تخطو به نحو الأمان.
ضعف سياسات التّوظيف والتّطوير لدى الشركات الخاصّة نجاحٌ مؤقت قائمٌ على المحسوبيّة
يحتلُّ القطّاع الخاص في بعض البلدان أهميّةً تفوق القطاع العام، ويشكِّل نواةً للتطوُّر والتَّقدُّم، باعتباره نموذجاً إيجابيّاً للابتكار والكفاءة، لكن في بلدان العالم الثّالث، ومنها بعض الدُّول العربيّة تقع معظم شركات القطّاع الخاص فريسةً لضعف سياسات التَّوظيف والتَّطوير، باعتمادها علی أساليبَ رجعيَّةٍ في إدارة الموارد البشريَّة تقوم على القرابة والمعرفة الشخصيَّة والمحسوبيّات، بعيداً عن الخبرة والجدارة، وهذه الظَّاهرة لم تعد استثناءاً! بل أصبحت واقعاً يعاني منه الشَّباب الطَّموح الباحث عن فرصةٍ حقيقيَّةٍ، لكنه يصطدم بإقصاءٍ غيرِ عادلٍ أمام أشخاصٍ عديمي الخبرة يسلبون معظم الفُرَصِ المتاحة. المفارقة العجيبة أن هذه الشَّركات رغم ضعف أدائها الدَّاخلي، إلّا أنّها تحقِّق أرباحاً هائلةً، بفضل امتلاكها لرؤوس أموالٍ ضخمةٍ، وسيطرتها الاحتكاريَّة على السّوق، النّابعة من غياب المنافسة الحقيقيَّة، لا من إدارتها الذكيّة والسَّليمة؛ لكنَّ هذا النّجاح المُقنَّع قد لا يدوم طويلاً، لأنَّ المؤسَّسة الّتي لا تستثمر في الإنسان، ولا تُطوِّر مهارات موظَّفيها، ستفقد مع الوقت قدرتها على التَّكيُّف مع المتغيرات في سوق العمل، وتنهار أمام أيِّ منافسٍ جديدٍ يمتلك فكراً إداريَّاً مُتقدِّماً. في النّهاية: يتطلَّب بناءُ أيِّ شركة ناجحةٍ الاستثمار الصَّحيح في الموارد البشريَّةِ، فرأس المال الضَّخم لا يصنع الفارق بقدر الموظَّف الماهر الذي هو عماد التَّفوُّق والنَّجاح.




المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهجرة غير الشرعية

الصّراع بين الغلاءِ والرّجاء: قراءةٌ إنسانيّةٌ بنظرة محايدةٍ